لم يتوقع أحد أن يكون اللقاء الأول بينهما داخل غرفة بسجن طره.. فالأول ملك الكاسيت صاحب الاسم الأكبر في عالم الغناء ليس في مصر وحدها ولكن في الوطن العربي.. والثاني صاروخ الأغنية الشبابية الصاعد.. الذي تجاوزت شهرته سنوات عمره الفني التي تعد علي أصابع اليد الوحدة.. ووصلت به إلي أبواب وطن ملك الكاسيت.. فنجح في ان يزاحمه ويأسر قلوب عدد ليس بقليل من محبيه.
العام الأخير شهد الكثير من الشائعات التي تناثرت في كل اتجاه حول العلاقة بين عمرو دياب وتامر حسني.. عشاق تامر يعتقدون ان عمرو تفرغ لمحاربة نجمهم المحبوب والقضاء علي شعبيته في مهدها.. بينما يرد محبو عمرو بأنه خارج كل دوائر المنافسة يحلق بعيدا.. ولا يعنيه من قريب أو بعيد أن ينجح تامر أو يفشل فالمسافة بينهما بعيدة جدا.. ما بين هؤلاء وأولئك اشتعلت نيران الشائعات وبدأت العلاقة بين الطرفين تصل إلي حدود الحرب الباردة.. حتي أتت واقعة القاء القبض علي تامر لتفجر كل الألغام المدفونة.. وتسكب نيران الاتهامات علي زيت العلاقة بين النجمين.. وتصل الشائعات إلي حد اتهام عمرو بتدبير القاء القبض علي تامر حسني وتلفيق تهمة التزوير إليه ليزيحه من طريقه.
لكن الاسابيع الماضية شهدت فصلا جديدا ومثيرا من مسلسل تامر وعمرو حيث غير عمرو بذكائه المعروف بوصلة الأحداث.. وسكب ماء *بارداً* فوق نيران الشائعات.. وفي تصرف يشبه إلي حد بعيد كليباته المعتادة التي تخطف العيون - توجه عمرو إلي سجن طره.. وزار تامر في محبسه.. الاخبار تطايرت في كل اتجاه.. البعض أكد الزيارة بينما كذبها آخرون.. لكننا رأينا ان ننقل لك تفاصيلها.
في مطلع ابريل وعقارب الساعة تقترب من الثانية ظهراً دخل عمرو دياب إلي قاعة الزيارة بسجن طره بصحبته بعض *البودي جارد* الذين لا يفارقونه ليجد أمامه تامر حسني طويل شعر اللحيه تبدو عليه علامات الحزن والإكتئاب والإحباط الشديده وما أن شاهد عمرو حتي احتضنه بشدة ولمعت عيناه بالدموع.. ثم جلسا سويا وتبادلا عبارات المجاملة.. وقد وضع عمرو يده علي كتف تامر.. الذي أعرب عن سعادته البالغة بهذه الزيارة التي لم تخطر له ببال.. ونفي تامر كل ما تردد في آلفترة الأخيرة عن اتهامه لعمرو بتدبير القاء القبض عليه.. واقسم انه لم يذكر ذلك لأي صحفي.. وتساءل في حيرة كيف اتهم نجما اعشقه واعتبره المثل الاعلي لي ولجيل كامل من الشباب فابتسم عمرو وقال له اصدقك فالصحافة والاعلام قاما بتضخيم الاحداث وروجوا لشائعات ليس لها أساس من الصحة.. وانتقل عمرو بالحوار إلي منطقة أخري تماما عندما لاحظ تأثر تامر.. أبدي سعادته بالألبوم الاخير لتامر *عينيه بتحبك* وأشاد بأغاني تامر التي حققت نجاحا كبيرا في سوق الكاسيت رغم غياب تامر عن الساحة وطلب عمرو ان يغني له تامر بعض اغنيات الألبوم.. فغني تامر *بتغيب* و*أنت وأنا* فصفق له عمرو وانتهت المقابلة بعناق طويل بين تامر وعمرو.. ودمعة حزن فرت من عين المطرب الشاب.. ودعوة مفتوحة ورغبة صادقة ابداها عمرو بأن يلبي أي طلب أو مساعدة يطلبها منه تامر في تلك الظروف الصعبة.. وافترق النجمان.. ولم يستطع عمرو أن يخفي نظرة الأسي في عينيه علي مطرب شاب يتوقع له النجاح يمر بأزمة حقيقية.. بينما عاد تامر إلي زنزانته لينتظر الغد الذي يبدوا ضبابيا.. ويدعو الله ان يكشف عنه هذا البلاء.
الزيارة التي استمرت 60 دقيقة كاملة وضعت حداً للشائعات وقطعت كل الألسنة التي حاولت العبث في العلاقة بين عمرو تامر.. ولكن السؤال الذي ظل معلقا يبحث عن إجابة.. هل يلتقي النجمان ثانية بعيدا عن الحراس وخارج حدود السجن.. وهل سيكتب للجمهور العربي ان يستمع لعمرو وتامر معاً في حفل واحد؟